ali-q8
عدد المساهمات : 32 الفعالية : 344106 الــتــقـــييم : 30 تاريخ الاشتراك : 02/07/2011
| موضوع: ::<< الكذب>>:: الإثنين يوليو 04, 2011 8:36 pm | |
| ::<< الكذب>>::بسم الله الرحمن الرحيم
جعل الله الأمة الإسلامية أمة صفاء ونقاء في العقيدة والأفعال والأقوال. فالصدق علامةٌ لسعادة الأمة، وحسن إدراكها، ونقاء سريرتها. فالسعادة مفتاحها الصدق والتصديق والشقاوة دائرة مع الكذب والتكذيب.
ولقد أخبر سبحانه وتعالى أنّه لا ينفع العباد يوم القيامة إلاّ صدقهم، وجعل علم المنافقين الذين تميَّزوا به هو الكذب في القول والفعل.
فالصدق: بريد الإيمان، ودليله، ومركبه، وسائقه، وقائده وحليته، ولباسه، بل هو لبّه وروحه .
والكذب: بريد الكفر، والنفاق دليله، ومركبه، وسائقه، وقائده، وحليته، ولباسه، ولبه، فمضادّة الكذب للإيمان كمضادَّة الشرك للتوحيد، فلا يجتمع الكذب والإيمان إلاّ ويطرد أحدهما صاحبه ويستقر موضعه.
فما أنعم الله على عبد من نعمة بعد الإسلام أعظم من الصدق الذي هو غذاء الإسلام وحياته، ولا ابتلاه ببلية أعظم من الكذب الذي هو مرض الإسلام وفساده.
تحريم الكذب
الكذب من قبائح الذنوب وفواحش العيوب.
قال الله جلَّ وعلا: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [سورة الإسراء: من الآية 36].
وقال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [سورة قّ:18].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الصدقَ يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفُجور، وإن الفجور يهدي إلى النَّار، وإنَّ الرَّجل ليكذبُ حتى يُكتب عند الله كذابا».
قال العلماء: "إن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم.
والبر: اسم جامع للخير كله. وقيل: البر: الجنة، ويجوز أن يتناول العمل الصالح والجنة.
أما الكذب: فيوصل إلى الفجور وهو الميل عن الاستقامة. وقيل: الانبعاث في المعاصي".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربعٌ من كُنَّ فيه كان مُنافقا خالصا، ومن كان فيه خصلةٌ منهن، كانت فيه خصلة من نفاقٍ حتَّى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».
وقال عبد الله بن عامر: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي صغير فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله، تعال حتى أعطيك. فقال صلى الله عليه وسلم: «وما أردت أن تُعطيه؟».
قالت: تمرا. فقال: «أما إنَّكِ لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة».
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عندالله كذابا». (رواه مسلم)
فاحذر ـ أخي المسلم ـ من مغبَّة الكذب فإن الكذب أساس الفجور
الحالات التي يُباح فيها الكذب
الكذب حرام؛ لما فيه من الضرر على المخاطب أو على غيره. ولكن يُباح الكذب وقد يجب أحيانا، والضابط فيه: أن كل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب، ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحا. وإن كان واجبا كان الكذب واجبا. فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله، أو أخذ ماله وأخفى ماله وسُئل إنسان عنه، وجب الكذب بإخفائه. وكذا لو كان عنده وديعة، وأراد ظالم أخذها منه، وجب الكذب بإخفائها والأحوط في هذا كله أن يُوَري.
وملخص ما سبق، فإن الفقهاء قد نصُّوا على أن الكذب ينقسم على أقسام حكم الشرع الخمسة والأصل فيه التحريم:
القسم الأول: المحرم: وهو ما لا نفع فيه شرعا.
القسم الثاني: المكروه: وهو ما كان لجبر خاطر الوالد أو خاطر الزوجة.
القسم الثالث: المندوب: وهو ما كان لإرهاب أعداء الدين في الجهاد، كأن يُخبرهم بكثرة عدد المسلمين وعددهم.
القسم الرابع: الواجب: ما كان لتخليص مسلم أو ماله من هلاك.
القسم الخامس: المباح: ما كان للإصلاح بين الناس. وقد قيل بقبحه مطلقا؛ لما ورد في أهله من الذم في كتاب الله العزيز.
الأسباب الباعثة على الكذب
هناك بواعث كثيرة تدفع صاحب النفس الدنيئة إلى الكذب، ومنها:
أولًا: قلة الخوف من الله وعدم مراقبته في كل دقيقة وجليلة.
ثانيًا: محاولة تغيير الحقائق وإبدالها سواء لرغبة في الزيادة أو النقصان وسواء للتفاخر أو لمكسب دنيوي أو غيره مثل من يكذب في ثمن شراء أرض أو سيارة، أو إيهام أهل المخطوبة بمعلومات غير صحيحة وغيرها.
ثالثًا: مسايرة المجالس ولفت الأنظار بقصص ومعلومات كاذبة.
رابعًا: عدم تحمل المسئولية ومحاولة الهرب من الحقائق في الأزمات والمواقف.
خامسًا: التعود على الكذب منذ الصغر وهذا من سوء التربية فهو منذ نعومة أظفاره يرى والده يكذب وأمه كذلك فينشأ في هذا المجتمع.
سادسًا: المباهاة بالكذب وأنه نوع من الذكاء ومن سرعة البديهة وحسن التصرف.
مما لا يحسبه الناس كذباويتساهلون فيه:
1ـ دعوة الصغير لأخذ شيء، وليس مع الدَّاعي شيء:
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وأنا صبيّ صغير فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي: يا عبدالله، تعالى حتى أعطيك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما أردت أن تُعطيه» قالت: تمرا. فقال: «أما إنَّكِ لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة».
فليتنبّه الآباء، ولتتنبه الأمّهات إلى هذا، فإنَّهم يرون هذه الكذبات خير ما يدرأ عنهم المتاعب ويجلب لهم المنافع.
ولنربِّ الأبناء على الإسلام، ولنغرس فيهم الصدق، وإيَّانا أن نكذب عليهم، فذلك من أقوى الأساليب التي تجعلهم كذَّابين، وهذا الصَّحابي الجليل عبدالله بن عامر رضي الله عنه قد روى لنا بنفسه ما جرى مع أمِّه حين كان صغيرا، إذ أن الصغير، شديد الحفظ لما يسمع والتقليد لما يرى.
2ـ التَّحدث بكل ما يسمع:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبا أن يُحَدِّث بكلِّ ما يسمع».
وفي رواية: «كفى بالمرء إثما أن يُحدِّث بكل ما يسمع».
ولربما ينقل أحدهم الحديث بغير تثبت، فيقول: هذا ما سمعته. ولا أنقل سوى ذلك، وماذا لو كان ما سمعه تهمة زنا لرجل عفيف، أيظلّ ينقل هذا؟ ومن منا يرضى لنفسه أن يتحدَّث عنه بمثل هذا؟
3ـ التحدّث بالكذب لإضحاك الناس:
عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويلٌ للذي يُحدِّث فيكذبُ، ليُضحِك به القوم، ويلٌ له ويلٌ له».
واشتهرت ـ وللأسف ـ أسماء من وراء هذه المعاصي، وامتلكوا الأموال والقصور، وأدخلوا السرور إلى نفوس الناس بزعمهم، فراقب الناس حركات الممثلين بكل اهتمام، وتلقّى الناس هذه البضاعة بالقبول، وتبرير ذلك، بأنه ترويح للنفوس، وإذهابٌ لبؤسها، وتبديدٌ لعناء الحياة، وما ذاك إلا لأنَّه موافقٌ لهوى نفوسهم.
الكذب من أنواع الكفر الأكبر
يقول ابن قيم الجوزية: "وأما الكفر الأكبر فخمسة أنواع: كفر تكذيب، وكفر استكبار وإباء مع التصديق، وكفر إعراض، وكفر شك، وكفر نفاق".
فأما كفر التكذيب: فهو اعتقاد كذب الرسل. وهذا القسم قليل في الكُفار فإن الله تعالى أيد رسله، أعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام الحجة، وأزال به المعذرة. قال تعالى عن فرعون وقومه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} [سورة النمل: من الآية 14]، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [سورة الأنعام: 33].
وإن سمي هذا كفر تكذيب أيضا فصحيح. إذ هو تكذيب باللسان.
وأما كفر الإباء والاستكبار: فنحو كفر إبليس. فإنه لم يجحد أمر الله ولا قابله بالإنكار. وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار. ومن هذا كفر من عرف صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه جاء بالحق من عند الله ولم ينقد له إباء واستكبارا، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل، كما حكى الله تعالى عن فرعون وقومه: {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} [سورة المؤمنون: من الآية 47]، وقول الأمم لرسلهم {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} [سورة إبراهيم: من الآية 10]، وقوله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} [سورة الشمس: 11].
وأما كفر اليهود: كما قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [سورة البقرة: من الآية 89]. وقال: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [سورة البقرة: من الآية 146].
وأما كفر الإعراض: فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول، لا يصدقه ولا يكذبه. ولا يواليه ولا يعاديه. ولا يصغى إلى ما جاء به البتة كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي صلى الله عليه وسلم: "والله أقول لك كلمة. إن كنت صادقا، فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك. وإن كنت كاذبا، فأنت أحقر من أكلمك". وهو كفر الملحدين اليوم من المتسمين بأسماء إسلامية، المقلدين للإفرنج من اليهود والنصارى المنحلين عن كل خلق وفضيلة، زاعمين بجاهليتهم وسفههم أن هذا هو سبيل الرقي والمدنية.
وأما كفر الشك: فإنه لا يجزم بصدقه ولا بكذبه، بل يشك في أمره وهذا لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم جملة. فلا يسمعها ولا يلتفت إليها. وأما مع التفاته إليها ونظره فيها: فإنه لا يبقى معه شك؛ لأنها مستلزمة للصدق ولا سيما بمجموعهما فإن دلالتها على الصدق كدلالة الشمس على النهار.
وأما كفر النفاق: فهو أن يُظهر بلسانه الإيمان، وينطوي بقلبه على الكذب، فهذا هو النفاق الأكبر.
الكذب على الله عزَّ وجلّ وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم
قال الله عز وجل: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} [سورة الزمر: من الآية 60].
قال الحسن: "هم الذين يقولون: إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل".
قال ابن الجوزي في تفسيره: وقد ذهب طائفة من العلماء إلى أن الكذب على الله وعلى رسوله كفر ينقل عن الملة، ولا ريب أن الكذب على الله وعلى رسوله في تحليل حرام وتحريم حلال كفر محض، وإنما الشأن في الكذب عليه فيما سوى ذلك:
عــــلاج الكذب
إذا أردت أن تعرف قُبح الكذب من نفسك، فانظر إلى كذب غيرك وإلى نفور نفسك عنه واستحقارك لصاحبه واستقباحك لكذبه.
ويجب على المسلم تجديد التوبة إلى الله من كل ذنب وخطيئة وعليه تحري الأسباب التي تعين على ترك الكذب، ومنها:
1ـ معرفة الكاذب لحرمة الكذب وشدة عقابه وتذكر ذلك مع كل حديث وفي كل مجلس.
2ـ تعويد النفس على تحمل المسئولية وقول الحق حتى وإن كان هناك نقص ظاهري يراه، فإنّ الخير في الصدق.
3ـ المحافظة على اللسان ومحاسبته.
4ـ استبدال مجالس الكذب وفضول الكلام بمجالس الذكر وحلق العلماء.
5ـ أن يعلم الكذاب أنّه متصف بصفة من صفات المنافقين.
6ـ أن يستشعر أن الكذب طريق للفجور وأن الصدق يهدي إلى الجنة.
7ـ تربية الأطفال تربية إسلامية صحيحة وتعويدهم على الصدق والظهور بمظهر الصادقين أمامهم.
8ـ أن يعلم الكاذب أن ثقة الناس به تزول وهذا من خُسران الدنيا والآخرة.
9ـ أن يستشعر عظم الضرر الذي سيلحق بالمسلم من جراء كذبه.
أخي المسلم:
لا يكذب المرء إلاّ من مهانته
أو مفعلة السوء أو من قلة الأدب
اجتنب صحبة الكذاب فإنّه مثل السراب يلمع ولا ينفع، ولا تجعل نفسك مهينة وأنت ترى أنّه في قرارة نفسه استطاع بذكائه أن يوهمك ويدلس عليك. بل انفر منه ولا تدعه يلوث سمعك ويخطِّيء معلوماتك ويفسد عليك صفاءك.
عود لسانك قول الخير تحظ به
إن اللسان لما عودت معتاد
موكل بتقاضي ما سننت له
فاختر لنفسك وانظر كيف ترتاد
جعلني الله وإياك ممن يُقال لهم في ذلك اليوم المشهود والموقف العظيم: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} [سورة المائدة: من الآية 119].
مقاله جميلة من موقع أسلامي أقتبست جزء منها ونقلت بعضا منها لعل الكل يستفيد | |
|
HaNi المدير العام
عدد المساهمات : 2292 الفعالية : 574122 الــتــقـــييم : 25 تاريخ الاشتراك : 27/05/2010
| موضوع: رد: ::<< الكذب>>:: الأربعاء يوليو 13, 2011 1:17 am | |
| :shock: | |
|
Youth عضو نشيط
عدد المساهمات : 198 الفعالية : 342329 الــتــقـــييم : 30 تاريخ الاشتراك : 16/06/2011
| موضوع: رد: ::<< الكذب>>:: الثلاثاء نوفمبر 01, 2011 11:41 pm | |
| | |
|